| ]





قصيدة رثائية في والدتي ( حصة الأحمد ) والتي توفيت وصلي عليها ليلة التاسع والعشرين من رمضان 1436هـ رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته وجمعنا بها في الفردوس الأعلى

بيني وبينكِ أحوالٌ وأهوال ** حسبي لها الله. إنّ الهمّ قتّالُ
والله يعلم هذا الحزن يهصرني ** وتحت أنيابه الأضلاع أوصال
إذا اختليتُ، وراح النّاس، يهجم في ** جنح الظلام، له نَوْحٌ وإعوال
يظل يشرب من قلبي ومن كبدي ** وفي العروق له نايٌ وموّال
يسوقني في سراديب معتّقة ** والذكريات سياطٌ حين تنهال

ماذا أجيبُ إذا مالصبية اجتمعوا ** وراح يسأل عن حلواك أطفال
أو جارة الدّار مرّت، تبتغي غرضاً ** أو لاذ عن شظف الّلأواء عُمّال
و نسوة من أهيل "الحمر" تقبل في ** شوقٍ إليكِ، ودمع العين همّال
وفي "ضراس" بيوتات تحنّ بها ** صويحباتٌ إلى الّلقيا وأخوال
يظلّ قلبكِ يروي الكون قاطبةً ** بالحُبّ. مافيه للأحقاد مثقال
قد كنتِ ملء عيوني كلما بزغت ** شمسٌ. أو انساح في الآفاق آصال
تمشين هَوْناً، خِمارُ الرّأس منعقدٌ ** من فوقه سلّةٌ، والخطو ميّال
وكنتِ لي موطناً والأرض موحشةٌ ** وكنتِ لي عضداً والبؤس يجتال
وأحتمي فيكِ ممّا لستُ أحمله ** وجسمكِ الغضُّ كم هدّته أحمال
قدحتِ في مجمع الأعمام بادرةً ** لها قبولٌ وأقوالٌ وأفعال
تركتِ من بعدها ذِكرا ستحمله ** مع الأحاديث أجيالٌ وأجيال
عظيمةٌ أنتِ ياأمّي، وشامخةٌ ** ودأبكِ الصّدق مهما راغ محتال
أنا ابن " حصّة عبدالله " أفخرُ إن ** قيل اسمها، وهو لي تاجٌ وسربال "
الأحمديّةُ " كلّ النّاس تعرفها ** نقيّةً، حيثُ لا قيلٌ ولا قال
أمّي التي في يديها الحبّ أجمعه ** وفي أصابعها ذِكرٌ وإجلال
وتحت أقدامها الدّنيا وما وسعت ** وتحت أقدامها الجنّات تنثال
وفي معاطفها ريحُ الأمومة يا ** واهاً له. إنّ بعض العطر أطلال
الله يعلمُ ماحقّقتُ أمنيةً ** إلا لها - بعد فضل الله - إفضال
واليوم أُغلق بابٌ كنتُ أذخره ** للنائبات. وما بالباب أقفال

بيني وبينكِ أحوالٌ وأهوالُ ** واليأسُ قُبحٌ. وفي جنبيّ آمال
سنلتقي، وسنقضي عمرنا فرحاً ** وحولنا الأهلُ، والجيرانُ، والآل
وسوف نذكرُ أيّاماً، وماصنَعَتْ ** بنا السنينُ، وما قلنا، وما قالوا
مافي المزادة من شيء أُقدّمه ** وليس لي عُدّةٌ تكفي وأعمال
لكنّني مؤمنٌ باللّه، رحمتُه ** زادي إليه، وحسنُ الظنّ، والفال
قد أرضَعَتْني إيماناً ألوذُ به ** مستيقناً أنّ للأعمار آجال
والله حقٌّ، وهذا الموت موعده ** حقٌّ، وتُعرضُ يوم الدّين أعمال
فالطف بها ياكريم الصّفح وأت بها ** عروسةً في ثياب الحسن تختال
مبارك المحيميد
4 شوال 1436هـ