| ]



عندما ولدت كانت العصافير تغني على شرفة المنزل ، وكانت نساء الحقل يزغردن وهن ينهضن ويرفعن رؤوسهن للبشرى ، وبينما كانت أمي تحنكني برطب التمر وتغني كان أبي يتضاحك وهو يردد مبارك مبارك وكانت البركة تنزل ويردد مبارك مبارك والبركة تنزل ويردد مبارك مبارك وعمال البركة تنزل :)

عندما كنت صغيرا كنت أعتقد أن الإسفلت يحدث بسبب الكفرات !! ، وكنت أنظر إلى طريق ترابي إلى جوار بيتنا فيه مسحات سوداء وأقول : هذا الإسفلت الهزيل بفعل قلة السيارات التي تمر من هنا << آبوك يالاكتشاف ؛)
كما كنت أعتقد أن الجنة والنار خلف النفود الجاثم في آخر مزرعتنا ! وكنت في كل مرة أصعد عليه ذاهبا إلى الوراء منه كنت أتلفت باحثا عن يوم القيامة !
لم يكن شيء يخيفني أكثر من الثور ! وإذ نكون متحلقين حوله نحن الصغار أظل في أعلى حالات التأهب ولحظة أن يرفع يده ليحك رقبته أكون قد قطعت مسافة عشرين مترا دفعة واحدة ! تضحك ؟ ياحبيبي خوفي هذا ناتج عن قناعة أنه لن يخافك إلا من يعرفك جيدا ولأن الثور لا يعرفني جيدا ويعرف قدراتي فإنه سيكون همجيا وفوضويا في التعامل معي كما أثر عن عنترة قوله " ومن يقنعه أني عنترة ؟! " ومن شك في هذا فله أن يربط معي موعدا لانخلفه أنا ولا هو مكانا سوى وننظر من يغلب ومن يُغلب وأنا متأكد أنه لن يغلبني إلا من لا يعرفني ، وإذا كان الثور يخيفني لأنني مقتنع أنه لا يعرفني فإنه لن يغلبني إلا ثور : )
وحينما مشى الزمن وبدأت بقيادة السيارة كنت أعتقد أن السيارة إذا صعدت في مرتفع اسفلتي فإنها ستقف قبل وصول القمة وبالتالي ستنكفئ السيارة على ظهرها تماما كما يحدث في أفلام الكرتون : ) وبسبب هذا الإعتقاد كنت أذهب مسافة ألف متر ثم أعود شاعثا كل ما أستطيع في السيارة ثم إذا صعدت خرجت على العالم في الجهة الأخرى :)
عندما يهجم على النوم أضع رأسي على الوسادة وأذهب في نوم عميق وحينما أرى رؤيا أبحث عمن يفسرها لي ، وإذا حصل يوما من الأيام وجعت فإنني أقول لأهلي : خلص الغداء ؟ فيقولون : نعم ، فأقول : عطونا إياه ، فيعطونني إياه وأتغدى ثم يهجم علي النوم وأذهب إلى فراشي ويحدث كما في قصة النوم التي حكيتها لكم : )

من خططي المستقبلية أن أمتلك مزرعة في الريف السويسري وأشتري يختا وطائرة خاصة هذا عدا إصطبل الخيول وحضيرة الأغنام وذود الإبل والعمال الذين يتسابقون لخدمتي وأن أفطر في دولة وأتغدى في دولة وأتعشى في دولة ثالثة هذه الخطط جاهزة ومعدة وأنا جازم على تنفيذها بإذن الله ولكن لم ينقصني سوى شيء واحد ، شئ واحد فقط .. هو المال !
طريقتي في التأليف عندما أهم بالكتابة أمسك القلم وأكتب وعندما أنتهي من الكتابة أسفط الورقة وأضعها في جيبي ثم أعلق قلمي وأقوم إلى أي عمل آخر .
أعتقد أن الفوضى هي استمتاع لآخر قطرة ولكن ضريبتها مخجلة في الغالب .
يبدو أن سيرتي لم تنته بعد ..
ولذلك لن أضع نقطة في آخر السطر وإن وجدت صفة لم أذكرها فإنني سأعود بها إليكم ، انتظروني ...