قالت له: من أنت؟ قال: ومن أنا؟ ** أنا هؤلاء .. ولستُ أدري
أيُّنا!
في عين أشياخ
القبيلة سيّدٌ ** ملء العباءة حكمةً وتمكُّنا
وأنا لدى
الشّعراء صَبٌّ مغرمٌ ** يلوي الكلام تمجُّناً وتلوُّنا
أما
لدى طفلي الصغير فإنّني ** كعلامة الدولار .. تحكم في الدُّنى
ولدى صديقي ..
من يراني سابحاً ** في كل شيء .. هاهنا .. أو هاهنا
طينٌ عجينٌ ..
أو هجينٌ .. رأيهُ ** لما تناءى؟! .. رأيهُ لما دنا؟!
في كل يوم
أستخف بما مضى ** مِنّي .. وبعضي لايُقرّ بما اجتنى
أأنا الأمير؟
.. أم النديم؟ .. أم الذي ** يسقي؟ .. أم الشيخ الذي يهدي السنا؟
وأنا الأسير
لكل من أودعتُه ** سرّي .. تُرى .. أأسره؟ .. أم أعلنا؟
ماكلّ شيء سوف
تُدرك وجهه ** فالشعر نحن نقوله .. ويقولنا
والتّبر نحن
نصوغه .. ويصوغنا ** والماء نحن نمدّه .. ويمدّنا
ماكل من نزل
البقاع كأهلنا ** أو علة تُشفى بطينة بعضنا
والأنبياء
المخبتون لربهم ** يمشون في الأسواق ناساً مثلنا!
فخذي سؤالكِ
.. لا إجابة عندنا ** وأنا .. أنا .. لازلتُ أجهل من أنا!