| ]





كان ذاويا كغصنٍ هجره الماء منذ أمد بعيد ..طلب مني المقابلة لأمر هام.. وكان الموعد ..تحدثنا في فنون كثيرة .. وعندما أراد أن يبدأ بما يريد.. تلعثم .. ابتلع ريقه .. وعاد منطلقا للحديث .. كنت متوقعا أنه سيحدثني عن هذا الموضوع بالتحديد ..شرح لي حاجته وأنه سيوفي ما يستدينه مني في أقرب فرصة ..لم أشأ أن أزيد من حرجه ..فأنا كما قلت لكم أقف بكل حياء أمام محتاج أو معتذر ..طمأنته بما أستطيعه من كلمات المساعدة ..أبشر والله .. يا أخي من عسرك إلى يسرك .. لو لم تكلف نفسك الحضور .. الأمر يكفيه الاتصال ..ونسيت في تلك الساعة المثل الذي يقول ( السلفة .. معروفٌ تخسر به الصديق والمال معا) كنت ربما رأيته مرارا قبل ذلك الموقف .. ولكنني بعده تحديدا صرت لاأراه إلا لماما .. أو قد لاأراه !!بسم الله الرحمن الرحيمكأنه قبيل من الجن حل ثم اختفى !!سمعت أنه اشترى سيارة جديدة !!قيل لي : إنه سافر في الصيف إلى الخارج !!!بدأتُ ببناء بيت جديد .. العمار قطعة من نار كما يقول أبيوي !! .. والله لكأن للعمارة لسان يدخل في جيبي كلما وقفت في زواياها !!أدخل وفي جيبي أوراق نقدية زرقاء وأخرج منها بفواتير صفراء !!اتصلت به .. ولم يرد ..كانت بعض الأخبار تصلني عنه .. وعن مماطلته فلا أستسيغها ..أرسلت له رسالة تعبت في تنميقها ..لاشيء !!(الحقوق تبي حلوق ) .. قال ذلك صاحب لي وأضاف : والذي لا يستحي منك .. لا تستح منه .. وأردف : ألفا ريال ؟ كم بها من كيس أسمنت ؟!!!اتصلت به اتصالا مستمرا .. فردَّ علي .. تلعثمت أول الأمر مع أن الحق لي !!وجاء صوته من الطرف الآخر بكل برود .. ووعدني خيرا .. وكأنه سيتوسط لي في منصب ما !!مرّ وقتٌ طيل ولم يصلني منه شيء ..
اتصلت به ولم يرد ..عيل صبري ..
اتصلت به مرارا حتى رد .. انفجرت عليه ..ولكن رده كان أقوى من كلامي !!!قال لي بالحرف الواحد :( يا أخي راتبك 8 آلاف وترد روحك لألفين) !