| ]




الفصل / ثاني ثانوي ..
الحصة / الأولى ..
بقايا من آثار نوم ثقيل تطفو على وجوه الطلاب ..
الوكيل يدخل كالعادة ..



عيناه .. حاجباه .. شفتاه .. كلها قد عقدت اجتماعا طارئا في مقدمة وجهه !!
أخذ الغياب .. نظر إليّ في آخر الصف نظرة تمثيلية ..
-هاااه ؟ .. ما شاااااء الله .. الحمد لله على السلامة ! .. ليومين اثنين وأنت غائب ! مالسبب ؟
الدرس متوقف .. المدرّس ينظر إلي .. وستون أذنا تنتظر الجواب من فمي الصغير .. وستون عينا هي الأخرى قد تلتفت إليك في لحظة أن تزل زلة في الجواب .. وثلاثون نفسا جاهزة للضحك على أي تعليق في هذا الجو المتأزم ..
عدلت من جلستي وقلت بصوت مبحوح بعد أن تنحنحت بما أستطيع لتوطئة الوضع :
- كنت منوّما ..
- ما شاء الله .. وهل تعد هذا عذرا ؟
رؤوس الطلاب تلتفت نحوي .. العيون تفترسني بلا رحمة .. وجهي أحمر .. جاءت همهمة من آخر صدري لأستدرك الوضع ولكنه هصرني وهو ينظر إلي شزرا ويقول :
- اخرج معي ..
وبينما كنا نسير في الممر نحو المكتب قلت له مصارحا : أبو محمد لم تستهزئ بما قلته لك من عذر ؟
- أي عذر تتحدث عنه ؟؟ .. تقول لي بأنك نائم وتريده أن يكون عذرا مقبولا ؟!..
- نائم ؟ أنا لم أقل ذلك ! قلت لك : كنت مُنوّما .. منوّما في المستشفى .. ولم أقل: كنت نائما ..
التفت إلي وعلى وجهه يقظة واضحة وقال :
-منوّوووم .. قل هكذا يا أخي !! .. لم أسمعك جيدا !! .. حسنا .. وهل معك ورقة من المستشفى ؟
ناولته الورقة .. وسار معي إلى الفصل .. قال للمعلم : أرجو أن تسمح له بالدخول ..
ولم يزد على هذا !
عيون الطلاب ناشبة في وجهي وأنا أشق الفصل جهة الكرسي ..
وعند الكرسي .. رأيت بقايا من ماء وجهي .. لأنه لم يكن بمقدوري توضيح اللبس الذي وقع فيه الوكيل للمعلم والطلاب !
والعذر الذي فاتحت به الوكيل في الممر طار في الهواء !!
ولا كرامة !