| ]





·        دعوني أحدثكم عني وعن ذلك المدير صاحب نظريات القبعات التسع! وألوان الشخصيات! وأنماط السلوك الحلزوني المطاط! ذلك المدرب المعتمد بالشهادات العالمية. دخلت عليه في مكتبه وجعلنا نتحدث. وأثناء ماكنت منهمكا بموضوع العمل ظلت عيناه ساهمتان وهو يتأملني! وفي لحظة مفاجئة قاطعني قائلا: أنت أحمر! قلت له: وماذا يعني ذلك؟ قال: أنت أحمر. نمط شخصيتك أحمر. وأردف: دعني أسألك بعض الأسئلة. قلت له: تفضل. قال: أنت سيارتك لونها أسود؟ صح؟ قلت له: لا. خطأ عليك. قال لي: تحب أن تشتري سيارة لونها أسود؟ قلت له: لا. أبدا. قال: عجيب. أنت أصفر؟ ولم يمهلني حتى سألني: تحب أن تسمع للقارئ الفلاني. صح؟ قلت له: لا. خطأ عليك. ولا أخفيكم أنني كنت أتلذذ وأنا أقول: خطأ عليك 🙂 وأنا في داخلي مشاكس يجعلني أكره هؤلاء الذين يدعون النبوة. طفق يسألني وأنا أجيبه: لا. خطأ عليك. كنت أحمر. ثم أصفر. ثم مر بي على ألوان الطيف السبعة. عدل من جلسته. وأصيب بالحرج. وجعل يذكر لي كل مايعرف عن أنماط الشخصيات، وألوانها، والدورات التي حصل عليها! والشهادات المعتمدة التي منحت له! ودخل بي في موضوع. وخرج بي من موضوع آخر. ونقل الحديث لأكثر من معنى. واستعرض لي مايعرف، ومالا يعرف! ولكنه لم يخبرني من أي الألوان أنا! أنجزت عملي معه، وودعته، وخرجت وأنا أضحك. لدي يقين أن مثل هذه التكهنات تكثر في علوم غيبية يتصيد فيها المدّعون عقول البلهاء البسطاء. ومن جنس ذلك أيضا أهل الأبراج، وأصحاب الطقس، وبعض مفسري الرؤى. يرمون السذّج في منطقة من العموميات، حتى إذا وجد نفسه في جزء منها. صدّقهم! وأخيرا فإنني أشفق على هذا وأضرابه ممن عجزوا عن نهل العلم، وقراءة الكتب، وأعيتهم مواهبهم عن بلوغ المراقي، فذهبوا يتمحكون العناوين، والاعتمادات، حتى إن أحدهم ليعقد دورة مسعرة فيقول كلاما كثيرا ثم هو في النهاية لايقول شيئا! كن قارئا. كن عالما. كن مثقفا. لكن لاتكن مدربا فارغا!