| ]



دع اللوم يا صاحبي والعتابا
وأقصر.. فما الخير باللوم آبا



ظعنت على أثر الراحلين
أسوق الوفاء وأوفي الحسابا



فجئت تعاتبني من بعيد
وتفتح للوم بابا.. فبابا!






وقد كنت دهرا أحث ركابي
إليك فتسرج عني الركابا!



وتبصرني في طريق طويل
أخوض على جانبيه الصعابا



وأطلب منك عليه اصطحابا
وما كنت أسمع منك جوابا!



فأنت كمن عاث في كربلاء
ويسأل عمن أصاب الذبابا!



فكم مرة قد هجرتُ الحياة
وأسرعت نحوك كي لا أعابا



فلم ألق ثَم سوى السافيات
يخبرنني: إن سعيك خابا



وتلك السواري كم أوهمتني
بأني شبت.. وكنت شبابا



أيا صاحبا لم يكن -والليالي
تؤز الشياطين- إلا شهابا



وما كان عند ضلال السراة
سوى البدر يجلو الطريق الصوابا



نكأتَ بقلبي جرحا قديما
وقد كان جرحي للبرء قابا



خليلي إن لعين الكريم
عن الهفوات الصغار حجابا



وفي صدره نزلا للكرام
وللعاثرين يلين الجنابا



ويعذر والحر يعذر حتى
وإن أبصرت عينه المسترابا



دع العذل يا صاحبي إن فيه
غبارا على عهدنا وضبابا



فإني امرؤ لست أبغي ثناء
ولست مع الحق أخشى السبابا



عفاء على ما مضى وهلم
إلى الصفو.. فالقلب بالصفو طابا

.


* صورة أسامة العتيك

.