إن زرت يوما قريتي فانقل لآثاري سلام
في الدار بين نخيلها وعلى النفود أو الرغام
في الأثل حين تفردت في العش أفراخ الحمام
ولأهلها فانقله من قلب شجيٍ مستهام
***
بدروبها المتمايلا ت ويالحسن دروبها
كتمايل السلسال في عنق تزيد جمالها
وحمائم والكون ير قص من رجيع هديلها
وبديع ليل الصيف فيها والنسيم يزورها
***
أنا لست أنسى مابقيت مزارعا وخمائلا
ومرابعا.. ومراتعا.. وسواقيا.. وجداولا
ومساكنا طينية منثورة ومنازلا
ياكم أحب بأرضهن مسالكا ومداخلا
***
والمسجد الطيني فيها شامخ بمنارته
ما أطعم اللقيا به في فيء روحانيته
في بابه أو ساحه في السطح أو في خلوته
وأنا عجينة أرضه أو طينة من طينته
***
والديك فوق جداره الطيني مجتهد يصيح
ودجاجه من تحته عن لقطها لا تستريح
والنخل باسقة تلاعبها مع الأيام ريح
ظلت تجود وحولها زمن عجافي شحيح
***
ما كنت أحسب أنني سأعيش يوما دون أب!
وبأن في صدري هشيما حين حل الحزن شب
وبأن ما عندي من الإيمان في البلوى رسب
لكنني بك يا أبي كلف إلى لقياك صب
***
هذا دخان الذكريات وقد غزاها الاحتراق
يالؤمها إن أجلبت لتقيم في نفسي سباق
وعقوقها.. ياكم تجرعنيه بالكأس الدهاق
والحلو منها حين يعرض ذكره.. مر المذاق ّ